الإصابة بالعين هي المرحلة الأولى في التسلط الشيطاني. فالعين الحاسدة تفتح الطريق لدخول شيطان الحسد إلى جسد المحسود.
تؤدي العين إلى تكوّن هالة سوداء حول جسد الإنسان، مما يسبب حالة روحية ونفسية سيئة. هذا يُسهل تسلط القرين بالوسواس القهري، مما يزيد الوضع سوءًا. تستمر العين في النخر والتأثير حتى يتمكن الجن من ممارسة نشاطهم التخريبي بشكل أكبر.
ونسبة المصابين بالمس الطيار - الذي يدخل بسبب العين الحاسدة - عالية جدًا. والشيطان يعترف أثناء الرقية بأنه يستغل أعين الحساد من البشر لإيذاء المحسودين بالمس.
قال النبي صلى الله عليه وسلم " الْعَيْنُ حَقٌّ " وفي رواية: " وَيَحْضُرُ بِهَا الشَّيْطَانُ وَحَسَدُ ابْنِ آدَمَ"
يقول ابن القيم "لو كُشِفَ السِّتَار لَوَجَدْنَا أَكْثَرَ النَّاسِ فِي أَسْرِ الْجِنِّ ..."
وقال الشيخ ابن جبرين: "إنَّ أغلب العين يصحبها شيطان.."
وخبرتنا تُشير إلى أن الإصابة بالعين والحسد تُعطِّل وتُؤخر الشفاء من السحر. وهذا هو سبب تأخر شفاء أغلب المسحورين. فالمصاب يركز على علاج السحر بطرق بسيطة فقط، ويغفل عن العين وعُقَد العين وطرق التخلص من السموم، وبالتالي لا يحصل على النتائج المرجوة. فيطول به الأمر، ويجري به العمر، ولا هو شُفِي ولا هو آمَن بجدوى الرقية. والسر يكمن في خطأ طريقة العلاج وعدم موافقة الدواء للداء.
أعراض الإصابة بالعين:
⦁ زوال أو نقص في النعمة المحسودة عليها: مثل الرسوب في الدراسة بعد التفوق، أو كساد التجارة بعد الرواج، أو تلف الشعر بعد جماله، وهكذا. يحدث هذا بدون سبب ملموس منطقي، وقد يصل لا سمح الله إلى الموت والسرطان (بقدر الله).
⦁ التثاؤب المصحوب بالدموع: خاصة في صلاة الجماعة أو عند تلاوة القرآن. من أوضح علامات العين.
أعراض الإصابة بالمس المصاحب للعين:
⦁ سرعة تغير المزاج للعصبية، ضيق صدر، قلة صبر: سرعة الغضب لأتفه الأسباب، عدم تحمل الناس (حتى الأولاد)، يعقب ذلك ندم على الغضب وردود الفعل القاسية، واستغراب الشخص من نفسه.
⦁ آلام، غازات وانتفاخات في البطن، شعور بجسم غريب في الجوف، ألم واضطراب القولون العصبي (لا يتحسن بالأدوية)، رائحة فم كريهة بدون سبب عضوي: بسبب أن الجني يضع أخلاطًا سحرية خبيثة في جوف المصاب ليتقوى بها.
⦁ معاناة من العكوسات أو الفشل وعدم التوفيق: كأن شيئًا يجعلك تعمل عكس مصلحتك، وتستثقل كل ما فيه مصلحتك.
⦁ كتمة الصدر، وقصر النفس: كأن هناك روحًا ثقيلة تسبب كتمة الصدر، بسبب عقدة الصدر.
⦁ زيادة الخجل، ضعف الشخصية والحضور، النفور من المناسبات الاجتماعية (قد يصل للرهاب الاجتماعي)، حب العزلة والوحدة.
⦁ نوبات من الاكتئاب وكره الحياة وعدم الشعور بلذتها، كسل دائم، ضعف الهمة، صعوبة الاستيقاظ مبكرًا من النوم.
⦁ الخوف، القلق، الشك، سرعة الغضب (بسبب ضيق الصدر).
أعراض الإصابة بالمس الطيار (سواء دخل بعين أو سحر):
شيطان الحسد يكون من النوع الطيار عادة، فعَن أبي ثَعلَبةَ الخُشَنيِّ رَضِيَ اللهُ عَنه أنَّ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال (الجِنُّ ثَلاثةُ أصنافٍ: صِنْفٌ لَهم أجنِحةٌ يَطيرونَ في الهَواءِ، وصِنفٌ حَيَّاتٌ وكِلابٌ، وصِنْفٌ يَحلُّونَ ويَظعَنونَ)
⦁ آلام دائمة وثقل في منطقة بين الكتفين: بسبب أن هذه منطقة التقاء جناحي الجني الذي يستعملهما في الطيران.
⦁ الشعور بالمراقبة والتهديد: المصاب يشعر كأن أحدًا يراقبه من خلفه وينوي له الأذى والشر. يلاحظ ذلك بوضوح عند الصلاة وحده في البيت ليلاً.
⦁ كثرة التفكير والوسواس القهري والأفكار المتسلطة والسوداوية وغير الضرورية: المس الطيار بارع في دس أفكاره لأعماق تفكير الإنسان، والاندماج في منظومته الفكرية، خاصة إذا كانت الإصابة قديمة من الطفولة.
⦁ التكبر والتعجرف: المس الطيار متكبر متعجرف يعتقد أنه أفضل من البشر وأذكى منهم وأولى بالإكرام منهم. يظهر التكبر في شخصية ولغة جسد المصاب، رغم أنه قد يكون متواضعًا من داخله. هذا بسبب اشتراك الجني الكافر معه في الجسد.
⦁ القفز أو الطيران عند الدفع: إذا دُفِعَ الشخص دفعة متوسطة، يقفز أو "يطير" بجسمه نقلة واحدة ثم يحط.
⦁ استحباب الجري والانطلاق أثناء المشي، كثرة النظر إلى السماء.
⦁ حركة المس أثناء الاستحمام: أثناء الاستحمام العادي، يُلاحظ حركة المس داخل الجسد هروبًا من الماء (يكره الماء).
⦁ الخوف من المسابح والبحار والأمطار والرعد.
⦁ كره الجلوس على الأرض وحب الجلوس على مكان مرتفع (كالكرسي ونحوه).
أعراض منامية (في الأحلام):
الحلم بكثرة بالطيران والسقوط من مكان عال، أو الشعور بالسقوط بين النوم واليقظة. (أشهر حلم يتكرر مع المصابين).
رؤية أوكار وأعشاش الطيور (كالحمام)، رؤية أماكن عالية (حافة الجبال، الجسور، الطرق من أعلى، الشرف العالية).
الحلم بالقطط، الصراصير، الحشرات، التعرض لضرب الرصاص، رؤية عين غريبة الشكل تنظر بحقد، رؤية الجمل أو الناقة (يرمز للحقد).
تكرار الأحلام الجنسية وزيادة الشهوة والميل للانشغال بها.
كيف يستجلب المس العين على المصاب؟
بما أن المس يدخل بسبب العين، والعين حق ويحضر بها الشيطان وحسد ابن آدم، فإن المس يتقوى في الجسد كلما أُصِيب الإنسان بعين جديدة. لذا، كثيرًا ما يستجلب المس العين على المصاب بجعله يفتخر بالنعم والمهارات التي عنده (الرياء) ليثير إعجاب وحسد الناس من حوله.
الحسد اللاإرادي:
أحياناً يجعل المس الإنسان يحسد ويعين ما يعجبه بمجرد التفكير فيه، حتى لو كان لنفسه أو أولاده. ليس الشخص هو الحاسد، ولكن المس الخبيث يشاركه النظر والتفكير، ويُلقي في روعه هذه الأفكار الحسودة. فتقع العين بقدر الله أحياناً، وكثيراً لا تقع رحمة من الله، خاصة مع دعاء الإنسان بالبركة.
أعراض مع الرقية (خاصة بالمس الطيار):
⦁ المس الطيار متخفي: المس الطيار يكون غالبًا مسًا تابعًا، وهو بارع في التخفي والكمون، ولا يحب الحديث والنطق.
⦁ عدم التأثر الشديد بالرقية بالتلاوة: بطبيعته، يتعود المس الطيار على القرآن ويُشتِّت العقل والقلب عن تدبره، فلا يتأثر كثيرًا بالعلاج بالتلاوة. قد يقرأ المصاب المصحف كاملاً، ورغم ذلك لا يخرج المس ولا يتأثر إلا بشكل بسيط.
⦁ عدم الحضور أو النطق بسهولة: نادراً ما يحضر المس الطيار وقت الرقية أو ينطق على لسان المصاب، فلا يكون في حالة تلبس بسهولة.
⦁ تفسير خاطئ لهروب المس: ظن كثير من الرقاة أن المس الطيار يهرب خارج الجسد عند جلسات الرقية، ثم يعود ويدخل من جديد بعد خروج المصاب من عند الراقي. هذا التفسير غير حقيقي وغير معقول. المس الطيار مربوط بنوع من الربط غالباً لا يخرج، بل يموت داخل الجسم.
⦁ تشخيص خاطئ للحالة النفسية: بسبب عدم ظهور أعراض الصرع أو انعكاسات جسدية مع الرقية، يحكم كثير من الرقاة خطأً على كثير من المرضى بأن حالتهم نفسية.
علامات ضعف المس الطيار مع الرقية:
⦁ حركة الرفرفة: في المراحل المتأخرة من الرقية، تبدأ حركة المس بالرفرفة عند التأثر بالرقية، وكأن اليدين ترفرف كالجناحين، مع ألم كبير بين الكتفين. هذا دلالة على ضعفه وتعذبه الشديد من عقده المربوط فيها، وعدم قدرته على الفكاك منها. يستمر العذاب حتى تتكسر جناحاه ويبدأ بعدها في الموت البطيء.
تنبيه هام: لا تُشَخِّص نفسك بنفسك، ولا تُعَالِج نفسك بنفسك. هذه خرافة. لا بد من وجود مُعالج مُشْرِف على خطة علاجك ويتابعك.