عقدة القلب
/
شفاء ورحمة
/
الصفحة الرئيسية
عدد التعليقات
15/7/1446
2220 مشاهدة
أبو عبدالله
عقدة القلب
"أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا"؟
- يسأل: أصلي ولا أجد لذة ولا خشوع، أقرأ القرآن وأشرد وأسهو ولا أشعر بالمعاني، أقرأ آيات الجنة والنار فلا أجد أي تفاعل رغم أني أحب الله كثيرا وأحب الصلاة والقرآن؟
- الجواب: ذكر الله تعالى بعض آثار المعاصي على القلب فقال: كَلَّا ۖ بَلْ ۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ
أي ليس الأمر كما زعم الكفار بأن هذا القرآن أساطير الأولين وإنما حجب قلوبهم عن الإيمان به ما عليها من الرين الذي قد لبس قلوبهم من كثرة الذنوب والخطايا.
وقد روى ابن جرير والترمذي والنسائي وابن ماجه من طرق عن محمد بن عجلان عن القعقاع بن حكيم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن العبد إذا أذنب ذنبا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب منها صقل قلبه وإن زاد زادت.
ولكن ليست كل الحجب على القلب بسبب المعاصي والغفلة والإعراض عن الله وإنما تكون هناك عقد وأقفال على قلوب الصالحين من صنع شياطين الجن إذا أصابت الإنسان بمس وسحر، فإن أول هدف لهم هو حجب القلب عن القرآن والإيمان لأنه نور يحرقهم.
فلا تحزن أخي المبتلى من هذه العقد والأقفال التي تكون بعالم الشياطين واسعى في إبطالها دون أن تسيء الظن بنفسك وإيمانك
رقية حل عقد القلب:
اربط الإبهامات واستلقي على ظهرك وضع يدك على القلب واستحضر نية الرقية وحل عقد وقفل القلب وضرب أي تمركز للعارض بتجاويف وأنسجة القلب ثم اشرع في:
- تكرار آية الكرسي سبعين مرة كاملة.. بطريقة التنفس التفريغي.. شهيق بعمق ثم تقرأ مع الزفير وهكذا
- (وَإِن یَمۡسَسۡكَ ٱللَّهُ بِضُرࣲّ فَلَا كَاشِفَ لَهُۥۤ إِلَّا هُوَۖ وَإِن یَمۡسَسۡكَ بِخَیۡرࣲ فَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ)
- "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"
- "ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم"
(كل آية يفضل 70 مرة).
- تكرار سورة الشرح (الانشراح)
- ضع يدك على القلب وكرر "أعوذ بكلمات الله التامات استعاذة تامة شاملة من كل شيطان متمركز بالقلب اللهم احلل عقده وأخرجه بقدرتك" 70 مرة بجلسة واحدة بتدبر وخشوع وهمة وممنوع السرحان.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ». متفق عليه
وأيضا قال تعالى (وَلَا تُخۡزِنِی یَوۡمَ یُبۡعَثُونَ یَوۡمَ لَا یَنفَعُ مَالࣱ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبࣲ سَلِیمࣲ) [سورة الشعراء 87 - 89]
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ، وَأَعْمَالِكُمْ». رواه مسلم
القلب هو ملك الأعضاء، وبقية الأعضاء خدم وجنود له ويأتمرون بالقوة التي بداخله من خير أو شر، فإذا فسد الملك فسدت الجنود.. لذلك هو أول هدف للشياطين .. وفي صراع دائم لا تنقضى خواطره .. بين لمة الملك ووزاع الله في قلب كل مسلم والنفس اللوامة .. ولمة الشيطان وشياطين الإنس والنفس الأمارة.
وأهم ثمرات القلب هي النية ولذلك استفتح البخاري كتابه بحديث "إنما الأعمال بالنيات" وهو من أعظم أحاديث الإسلام
وعن أعـمـال الـقـلـوب (مثل محبة الله والأخلاص والصدق ..) قال الإمام ابن القيم رحمه الله: " هي الأصل المراد المقصود ، وأعمال الجوارح تبع ومكملة ومتممة ؛ فمعرفة أحكام القلوب أهم من معرفة أحكام الجوارح ؛ إذ هي أصلها ، وأحكام الجوارح متفرعة عليها، ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها ، علم أن ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب ، وأنها لا تنفع بدونها ، وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من أعمال الجوارح، وهل يميز المؤمن عن المنافق إلا بما في قلب كل واحد منهما من الأعمال التي ميزت بينهما ، وهل يمكن أحد الدخول في الإسلام إلا بعمل قلبه قبل جوارحه ؟
فعبودية القلب أعظم من عبودية الجوارح ، وأكثر وأدوم ، فهي واجبة في كل وقت ، ولهذا كان الإيمان واجب القلب على الدوام ، والإسلام واجب الجوارح في بعض الأحيان" بدائع الفوائد (١٩٣/٣)
من أجل هذه الأهمية فالشيطان خادم السحر يستهدف القلب بالعقد والأقفال لتعطيل قدراته وأحيانا يتمركزون فيه