رقية الحرق والخروج
/
شفاء ورحمة
/
الصفحة الرئيسية
عدد التعليقات
15/7/1446
2220 مشاهدة
أبو عبدالله
رقية الحرق والخروج
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه فأحوالهم (أي الجن) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد ، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر . عند مواجهة جني متلبس بإنسي، فإن أولى الخطوات هي نصحه وتذكيره بأن اقترانه بالإنسي يعد ظلمًا. يجب تبيين ما أعد الله لهما من عذاب شديد. بعد ذلك، يُمهل الجني ثلاثة أيام أو نحوها، لعله أن يتقي الله ويخرج طواعية. فإن أبى واستمر في ظلمه، يُهدد بالحرق وتُقرأ عليه آيات الحرق حتى يشعر بالعذاب. فإن أبى يهدد بالحرق ويقرأ عليه آيات الحرق حتى الموت إن لم يخرج
لماذا التدرج في التعامل؟
قد يتساءل البعض: لماذا لا نبدأ بقراءة آيات الحرق مباشرة ونستريح من طول المعاناة؟ الإجابة تكمن في أن السيطرة على العارض تتم بالتدريج حتى يضعف العارض وينكمش ويستسلم. فبعض المس يكون من طبقة المردة أو سحرة الجن وقد تمكن من مصاب ضعيف الإيمان، وهذا النوع لا يُهيّج بسرعة لئلا يصبح شرسًا ويؤذي المصاب ويعاند في الخروج، بل يحارب بخطة متدرجة. وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب "لا تذعرهم علينا"
يُضاف إلى ذلك أن شياطين الجن فيهم خفة عقل قد تجعلهم يتعاملون بندية وثأر وانتقام.
يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله: "فأحوالهم (أي الجن) شبيهة بأحوال الإنس ولكن الإنس أعقل وأصدق وأعدل وأوفى بالعهد، والجن أجهل وأكذب وأظلم وأغدر"
وعلى الجانب الآخر، فإن في الجن عمومًا رقة قد تؤثر فيهم الموعظة بسرعة، وكثيرًا ما يدخلون الإسلام بسبب وعظ الرقاة ويخرجون طواعية من المصاب. بينما عملية التعذيب والحرق تكون أصعب وأطول وأخطر بكثير. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما كان اللين في شيء إلا زانه".
إذلال الشيطان المعتدي:
إن إذلال الشيطان والجني المعتدي الذي يرفض الوعظ هو واجب على المعالج ليكون عبرة ورادعًا لبقية الشياطين، وهو مأجور على ذلك ولا يأثم، بل هو من باب الإغلاظ على الكافرين، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ۚ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} [التوبة: 73]. وقال جل شأنه: {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} [الأنفال: 57].
آيات الحرق:
* أَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيـمِ " لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُـواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء, سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَـاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ (181) آل عمران.
* وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُواْ الْمَلآئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيـقِ (50) الأنفال.
وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ (8) ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيـقِ (9) الحج.
* هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيـمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)
وَلَهُمْ مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيـدٍ (21) كُلَّمَـا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيـقِ (22) الحج.
إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيـقِ (10) البروج.
يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلـَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُـونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44)
* إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ, إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً (56) النساء.
* إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُـوا أَوْ يُصَلَّبُـوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنْ الأَرْضِ, ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنيَا, وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيـمٌ (33) إِلاَّ الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُـوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيـمٌ (34)
* وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَـاؤُهُمْ مِنَ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَـا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا, قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَـا إِلاَّ مَا شَـاءَ اللَّـهُ, إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيـمٌ (128)
آيات الخروج
* سورة الزلزلة كاملة مكررة
* “قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (34) ” [الحجر: 34]
* “يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)” [ق: 42]
* “ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ (37)” [النمل: 37]
* “أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93)” [الأنعام: 93]
* “إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95)” [الأنعام: 95]
* “قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ (13)” [الأعراف: 13]
* “قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ (18)” [الأعراف: 18]
* “قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ (25) “ [الأعراف: 25]
* “وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (149) وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (150)” [البقرة: 149- 150]
علامات خروج الجن:
1. الاهتزاز والارتعاش الشديد: غالبًا ما يكون في أحد الأطراف، سواء كان ذلك من جهة اليدين أو القدمين، وغالبًا ما تكون القدم اليسرى. والملاحظ أن الأرواح الخبيثة غالبًا ما تتواجد في الجهة اليسرى، بينما الجن المسلم العاصي أو اليهودي يتواجدون في الجهة اليمنى. هذا الأمر ثابت بالتجربة. يُلاحظ أيضًا انفراج غير طبيعي أثناء عملية الخروج في الموضع المحدد ما بين إصبع القدم الكبير والإصبع الذي يليه.
2. الاهتزاز والارتعاش في جميع أنحاء الجسم: يكون بحركة سريعة مع إصدار أصوات غريبة. وفجأة، وعند خروج الجني الصارع، يفقد المريض الوعي، وعند رشه بالماء يعود إلى إدراكه دون الشعور بما جرى أثناء الرقية الشرعية أو عملية الخروج.
3. غمس الأطراف في التراب: قد تحتاج بعض الأرواح إلى غمس أحد الأطراف (اليدين أو القدمين) في التراب لتستطيع الخروج بهذه الكيفية.
4. الخروج أثناء النوم: في كثير من الأحيان، يخرج الجني والمصاب نائم ولا يشعر بشيء، لكنه قد يرى رؤية تدل على خروجه.
وعند خروج الجني الخبيث، يشعر المصاب براحة عظيمة وكأن جبلًا قد انزاح عن صدره، بعد أن كان يحس بالكسل والعجز. ثم يشعر بعد الشفاء بالنشاط والخفة، وهذا لا يعني خروج كافة الجن من الجسد فالعادة أنهم أكثر من واحد، يخرج الأضعف فالأقوى.