استرقوا أم لا يسترقون؟
/
مغالطات
/
الصفحة الرئيسية
عدد التعليقات
15/7/1446
2220 مشاهدة
أبو عبدالله
استرقوا أم لا يسترقون؟
يجب فهم التفسير الصحيح لقول النبي صلى الله عليه وسلم "يدخلُ مِن أمَّتي الجنَّةَ سبعونَ ألفًا بغيرِ حسابٍ همُ الَّذينَ لاَ يسترقونَ ولاَ يكتَوونَ، ولا يَتطيَّرونَ وعلى ربِّهم يتوَكَّلونَ"
الرقية الشرعية أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم بصريح العبارة. فقد جاء في حديث عائشة رضي الله عنها: "أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسترقي من العين".
استسقى موسى : طلب السقية
استعان: طلب العون
استرضع: طلب لولده من ترضعه
استرقى: طلب من غيره أن يرقيه
ألف سين تاء إذا دخلت على الفعل دلت على الطلب
عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيْتِهَا جَارِيَةً، فِي وَجْهِهَا سَفْعَةٌ ، فَقَالَ : " اسْتَرْقُوا لَهَا ؛ فَإِنَّ بِهَا النَّظْرَةَ " يعني اطلبوا لها عالم بالرقية ليرقيها
أما الاسترقاء المنهي عنه لا يتعلق بالرقية الشرعية المشروعة، بل هو نهي عن رقى الجاهلية المحرمة التي كانت تتضمن مخالفات شرعية.
ويأتي متسقًا مع النهي عن التطير، وهو التشاؤم الجاهلي الذي كان يعتمد على حركة الطير لاعتقادات فاسدة.
لأصل طلب الرقية من العالم بها: الأصل في علاج المس والسحر والعين القوية هو الاستعانة بمعالج وراقٍ عليم وممارس لفنون الرقية. وهذا ما أشارت إليه السنة النبوية في أحاديث مثل "هلا استرقيتم لهم" وغيرها، وفي قوله تعالى في القرآن الكريم: "وقيل من راق". وليس كما يقول بعض الدعاة خطئا "أنت أفضل راقي لنفسك" هذه مغالطة من غير المتخصصين
الراقي بمنزلة الطبيب: الرقية هي باب من أبواب الطب النبوي، والراقي الممارس بمنزلة الطبيب الموثوق في مجاله. ولذلك وضع الإمام البخاري باب الرقية في كتاب الطب وهذا من فقهه وحكمته رحمه الله.
الراقي يختلف عن المعالج في نقطة وهي أن الراقي عنده ملكة القراءة على الناس أما المعالج فعنده ملكة التشخيص ووضع خطط العلاج وإحكام السيطرة على الجن ولو لم يجد وقت ليرقي الناس بالقرآن
الاستعانة بالراقي والمعالج ليست خلاف الأولى بل ضرورة لأن خبرته ستقصر عليك الطريق. التشخيص الدقيق والبروتوكول العلاجي المناسب لحالتك لا يمكنك أن تصل لهم بمفردك.
هل أنت أفضل راق لنفسك؟
المسحور في حاجة إلى مساعدة خارجية: القول بأن رقية الإنسان لنفسه هي الأقوى تأثيرًا ليس على إطلاقه. فالمسحور أو المصاب بالمس الشديد كمن وقع في حفرة عميقة أو كُسر قدمه، فهو في أمس الحاجة لمن يمد له يد العون والمساعدة بالرقية المتخصصة. فالقلب هو السلاح المستعمل في الرقية وهو يكون في أضعف حالاته بالأساس أثناء فترة الإصابة فلابد لك من معالج.
عندما سُحر النبي صلى الله عليه وسلم من قبل لبيد بن الأعصم اليهودي نزل جبريل عليه السلام ورقاه بالمعوذات، وأخبره بمكان السحر، ثم استخرج الصحابة السحر وأبطلوه.
والراقي والطبيب ما هما إلا أسباب يسوقها الله تعالى للشفاء، والشفاء الحقيقي هو من الله وحده. لذا، يجب الأخذ بالأسباب المشروعة مع تعليق القلب بالله.
تجربة الرقاة أنفسهم تؤكد الحاجة للاسترقاء: واقع تجارب بعض الرقاة الذين تعرضوا لأنواع شديدة من السحر والمس الانتقامي، وكيف أن علاجهم قد تحقق على يد رقاة آخرين، يؤكد على أهمية الاستعانة بالغير في بعض الحالات، وعدم الاكتفاء بالرقية الذاتية في كل الظروف.
,تعليم الناس طرق الاستشفاء بالرقية الذاتية أصبح ضرورة ملحة في هذا العصر، وذلك لكثرة أعداد المبتلين بالأسحار والأمراض الروحية، وندرة الرقاة الراسخين الموثوقين، بالإضافة إلى انتشار المشعوذين والدجاجلة الذين يدعون العلاج بالرقية زورًا وبهتانًا، وارتفاع أجور بعض الرقاة.
لكن نجاح العلاج الذاتي ليس مضمونًا للجميع بل الأقلية فقط هم من يوفقون للعلاج الذاتي وهذه القوة والبصيرة ليست لكل الناس.
"تعلم علم الرقية" وهو اسم الصفحة والموقع هنا ليس تناقضًا مع الأصل الذي هو طلب الرقية والإشراف على البرنامج العلاجي من راقي عليم.
وكما قال ابن الوردي:
اتخذ شيخا يجنبك الردى** ويبين لك أعلام الهدى
إن تشاء ترغم عدوا حاسدا** بازدياد العلم إرغام العدا