عام

مغالطات

أحفاد الرسول

أفلح من زكاها

شفاء ورحمة

أحسن تقويم

التفريق والتشخيص

الصفحة الرئيسية

تعزيز التوحيد

/

عام

/

الصفحة الرئيسية

عدد التعليقات
15/7/1446
2220 مشاهدة
أبو عبدالله

تعزيز التوحيد

قوة الإخلاص في مواجهة الشيطان:

إن للإيمان والإخلاص تأثيرًا بالغًا على الشيطان، يفوق مجرد تلاوة القرآن الكريم. وهذا ما لمسناه في شهادات الجن الذين أسلموا، حيث أرجعوا إسلامهم إلى قوة إيمان المصابين بالمس والسحر، والنور الذي يشع من قلوبهم المؤمنة، والذي حال بينهم وبين إغوائهم ودفعهم لليأس والقنوط.

فالإيمان نور دائم الإشعاع من القلب، بينما تلاوة القرآن تولد نورًا يضيء القلب وقت التلاوة وما يتبعها من أثر يسير. إذن لن ينير القرآن قلبك حقيقة مالم تؤمن بما فيه عقيدة وليس مجرد تلاوة.

ومن أبلغ الدلالات على قوة الإخلاص ما جاء في قول إبليس مخاطبًا رب العزة:

{قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [ص: 82-83]

فهذا اعتراف من إبليس بأن عباد الله المُخلَصين - أو المُخلِصين في قراءة أخرى - لا سلطان له عليهم ولا قدرة على إغوائهم. وكل من جاهد نفسه ليخلص دينه لله، وعمل صالحًا، وقاوم هواه المخالف لشرع الله، فهو جدير بأن يزيده الله هدى، ويثبت قلبه، ويصرف عنه كيد إبليس ومكره.

كيف نتحقق بالإخلاص؟

يكمن سبيل الإخلاص في تعلم الإيمان الحق، عقيدة التوحيد الصافية، وجعلها واقعًا حيًا في حياتنا. وقد سار على هذا النهج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث روي عَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:

«كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ، فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا» [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]

والمقصود بتعلم الإيمان قبل القرآن هو التربية على أصول الإيمان ومعانيه عمليًا، من خلال الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأحواله وأفعاله، وتلقي سنته، والتأدب بأدب الدين. فيتحقق بذلك فهم حقيقي لمعاني القرآن الكريم عند تعلم ألفاظه لاحقًا.

أهمية التوحيد في ترسيخ الإيمان

يقول العلامة ابن القيم رحمه الله في بيان أهمية التوحيد: "ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض."

وهذا المعنى العميق للتوحيد لا يتحقق بمجرد تلاوة القرآن دون تدبر وفهم، كما قال ابن عمر رضي الله عنهما: "لَقَدْ رَأَيْتُ رِجَالًا يُؤْتَى أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ فَيَقْرَأُ مَا بَيْنَ فَاتِحَتِهِ إِلَى خَاتِمَتِهِ مَا يَدْرِي مَا أَمْرُهُ وَلَا زَاجِرُهُ، وَلَا مَا يَنْبَغِي أَنْ يُوقَفَ عِنْدَهُ مِنْهُ ".

بل يتحقق التوحيد بطلب العلم الشرعي، ومصاحبة الصالحين، والعزم الصادق على إصلاح النفس وتهذيبها.

العلوم التي ترسخ الإيمان:

علم العقيدة، وخاصة باب التوحيد والرد على الشبهات والفرق الضالة.

تعلم تفسير القرآن الكريم وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وأحاديثه، وسير الصحابة الكرام.

مقاصد الشريعة الإسلامية وفقه أحكامها.

القراءة في الإعجاز العلمي للقرآن والسنة بأنواعه.

التنمية البشرية للذات والشخصية وفق المنهج الشرعي.

كل هذه العلوم تحتاج إلى خطة واضحة لطلب العلم، وإصلاح النفس وتدريبها، والانتقال من دائرة الغفلة واتباع الهوى إلى دائرة اليقظة وطلب العلم والعمل به.

ضعف الإيمان سبب الفشل في العلاج:

إن ضعف الإيمان وزيفه هو سبب رئيس لفشل الكثيرين في علاج أنفسهم من المس والسحر. فالقرآن الكريم هو كسيف ذو حد قاطع، ولكن فعالية السيف ليست في حده فحسب، بل في قوة يد المحارب الماهر الذي يحسن استخدامه.

قوة قلوب السلف في مواجهة الشيطان:

من أصول العقيدة الصحيحة ألا يعظم المؤمن ما حقره الله تعالى. فقد تجلى ذلك في موقف إبليس المتكبر حين أمره الله بالسجود لآدم، فاستكبر ورفض، معللاً ذلك بأنه خير من آدم لأنه مخلوق من نار وآدم من طين. فكان رد الله عليه بالطرد والإهانة:

{قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ ۖ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ * قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ} [الأعراف: 12-13]

وهكذا كانت قلوب السلف الصالح رحمهم الله قوية على إبليس وجنده، لا تخاف من الغول والعفريت والأوهام التي قد تتسلط على ضعاف الإيمان. يقول أبو سليمان الداراني رحمه الله: "ما خلق الله خلقا أهون علي من إبليس، ولولا أني أُمرت أن أتعوذ منه ما تعوذت منه أبدا، ولو بدا لي ما لطمت إلا صفحة وجهه".

فالإيمان الحقيقي هو السلاح الأمضى في مواجهة الشيطان وجنده، وهو النور الذي يبدد الظلام ويهزم الباطل


جميع الحقوق محفوظة لموقع تعلم علم الرقية

مع استخدامك للموقع أنت توافق على سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لموقع تعلم علم الرقية

مع استخدامك للموقع أنت توافق على سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لموقع تعلم علم الرقية

مع استخدامك للموقع أنت توافق على سياسة الخصوصية

جميع الحقوق محفوظة لموقع تعلم علم الرقية

مع استخدامك للموقع أنت توافق على سياسة الخصوصية